اختبار الواقع هو مقارنة الحقائق مع الآخرين من أجل تحسين دقة واقعك. لديك حقيقة واحدة عن شخص أو مكان أو موقف، وفي اختبار الواقع تقارنها بواقع شخص آخر. توفر مهارة اختبار الواقع للمفكر النقدي طريقة أفضل للتعامل مع تفسيراته للأشخاص والأحداث والأشياء في بيئتهم. تذكر أن المفكر النقدي ليس عقائديًا. المفكر النقدي منفتح على الحقائق البديلة في محاولة لجعل واقعه أكثر دقة.
هدف المفكر النقدي: إنشاء أدق واقع ممكن. باستخدام اختبار الواقع أو الجدال البناء، يمكن للمفكرة النقدية تعديل واقعها الأصلي عندما تواجه حجة أكثر صحة. والعكس هو الشخص العقائدي الذي يجادل فقط للحفاظ على واقعه بغض النظر عن الدليل المقدم.
يحدث أحد التحديات لإنشاء واقع دقيق عندما نعتمد بشكل مفرط على الافتراضات والاستدلالات. يقتبس الفصل الخامس من هذا النص مقالًا بقلم ريتشارد بول وليندا إدلر حيث يقترحان أننا بحاجة إلى فصل عمليتي اللاوعي للافتراضات والاستدلالات عن تفسير الإدراك الخام. إنهم يتساءلون إلى أي مدى يعتمد خلقنا لواقع دقيق على ما هو موجود بالفعل، على عكس الافتراضات المسبقة ثم الاستدلالات.
كان لدي طالب ذات مرة شعر بسعادة غامرة لاكتشاف أنه يعاني من إعاقة في التعلم. يبدو الأمر غريبًا، ولكن لأنه لم يكن جيدًا في المدرسة، اتهمه والده بالغباء والكسل. كان افتراض الأب هو أن الطلاب الذين لا يحققون أداءً جيدًا في المدرسة هم أغبياء وكسولون، لذلك استنتج أن ابنه كان غبيًا وكسولًا. الآن أصبح لدى هذا الطالب حقيقة أكثر دقة. حقيقة يمكنه استخدامها لتحسين نفسه.
«الافتراضات هي نوافذك على العالم. قم بتنظيفها من حين لآخر، وإلا لن يدخل الضوء». إسحاق أسيموف1
نحن بحاجة إلى أن ندرك أن تصورنا لا يمثل بالضرورة الواقع الوحيد للموضوع قيد المناقشة. يمكن أن تنشأ مشاكل خطيرة عندما يتعامل الناس مع التفسيرات كما لو كانت مسائل واقعية. يتجنب الشخص العقائدي اختبار الواقع. لا يريد الشخص العقائدي أن يشعر بعدم الراحة بسبب تحدي واقعه. ولكن كما كتب ريتشارد ويفر في كتابه «فهم التواصل بين الأشخاص»
«فهم هذا هو خطوة كبيرة نحو المزيد من التواصل الفعال. سيساعدنا ذلك على أن نصبح أكثر حساسية لردود الفعل والتجارب، سواء الخاصة بنا أو للآخرين، كتفسيرات شخصية للأحداث». 2(ويفر، 1984)
من خلال التواصل، يمكننا أن نبدأ بتضييق الفجوات الإدراكية التي تفرق بيننا، وربما نستقر على واقع مماثل يجعل هذه الفجوات صالحة للعيش. أحد أهداف العملية الجدلية هو تضييق الاختلافات في التصورات بين الأفراد. يمكن تحقيق تضييق هذه الفجوة من خلال اختبار الواقع باستخدام الخطوات التالية.
يمكن أن تساعد مشاركة واقعنا ومقارنته مع حقائق الآخرين في تقليل التشوهات والاختلافات بين العديد من الحقائق التي أنشأتها. من خلال الاستعداد لمشاركة تصوراتنا مع الآخرين، يمكننا معرفة ما إذا كانت تصوراتنا معقولة. خلاصة القول هي أنه لا توجد حقيقتان متطابقتان.
تفسيراتنا للبيئة هي مجرد تفسيرات. الأشياء لا تعني أكثر أو أقل مما نريدها أن تعنيه. وبالتالي، فإن المعنى المخصص للأشخاص والأحداث والأشياء في العالم سيختلف من شخص لآخر. نظرًا للميل الذي لا مفر منه تقريبًا لتكوين الانطباعات الأولى، فإن أفضل نصيحة للمفكر النقدي هي الحفاظ على ذهن منفتح والاستعداد لتغيير انطباعاتك لأن الأحداث تثبت أن هذه الانطباعات خاطئة. فقط من خلال مشاركة ومقارنة معانينا مع معاني الآخرين، يمكننا أن نأمل في اكتشاف مدى صحة أو معقولية معانينا.
من خلال دراسة مجموعة متنوعة من الحقائق، قد نكتشف حقيقة أكثر دقة، والتي قد تقارب بشكل أفضل مدى توافق تصوراتنا مع البيئة التي نحاول وصفها. بهذه الطريقة، يجب أن نكتشف ما إذا كانت حقائقنا حول الأشخاص والأحداث والأشياء في بيئتنا مهمة حقًا أو غير مهمة أو مهمة أو غير مهمة، وبالتالي تسمح لنا بوضع تصوراتنا العديدة في منظورها الصحيح.
إذا لم يتمكن الآخرون من التحقق من واقعك، فأنت بحاجة إلى العودة وإعادة تقييم البيانات التي استخدمتها لإنشاء الواقع في المقام الأول. لن تعمل هذه العملية إلا إذا تمت مشاركة تصوراتك مع شريحة عشوائية من الأشخاص. إذا اخترت فقط الأشخاص الذين تعرفهم سيتحققون من صحة تفسيرك، فستكون العملية بلا معنى. فقط تخيل الدعم الذي ستحصل عليه لأفكارك من «أصدقائك» على Facebook. ربما لن تكون حرجة للغاية.
تريد شراء سيارة معينة. تذهب إلى الوكيل وتتحدث مع مندوب مبيعات عن تلك السيارة. عندما تصل إلى المنزل، يقدم لك أحد الأصدقاء بيانات مخالفة عن السيارة التي اخترتها. العودة إلى الوكيل ومندوب المبيعات للتحقق من صحة تفسيرك الأصلي ستكون بلا معنى، لأن لديه مصلحة خاصة في التحقق من وجهات نظرك حتى تتمكن من شراء السيارة. إن الذهاب إلى مصادر مثل Car and Driver و Consumers Digest و Consumers Report أو التحدث مع أشخاص آخرين يمتلكون السيارة أو يعرفون عنها، من شأنه أن يخلق اختبارًا واقعيًا أكثر صحة. كما كتب المؤلف بي بي ألبورت،
«الإدراك الفردي والحساسية مقيدان بالمنظور الشخصي، لأن الشخص يميل إلى رؤية الأشياء التي تناسب العالم كما يراه. تقود عملية الإدراك الشخص إلى رؤية ما يتوقع رؤيته، وتفسير الأحداث بعبارات مألوفة، وإعادة بناء الأحداث كما يعتقد المرء أنها يجب أن تكون». 3